Tuesday, February 11, 2020

الانتخابات الأمريكية 2020: مثلي يجيد سبع لغات يخطف الأضواء في منافسات الديمقراطيين

يقترب بييت بوت-إيدج-إيدج من صدارة سباق انتخابات الحزب الديمقراطي في نيو هامبشر يوم الثلاثاء لاختيار مرشح رئاسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة. ويلفت بوت-إيدج-إيدج انتباه الناخبين، وكذلك يجذب هجمات الخصوم السياسيين الذين يرون دخوله إلى عالم السياسة تهديدا خطيراً.

ثمة مقولة قديمة بشأن مرشحي الرئاسة في الولايات المتحدة، تقول إن الديمقراطيين يختارون من يحبونه، والجمهوريين يصطفون في مراكز التصويت.

أتت ترشيحات الحزبين في انتخابات عام 2016 منافية لأي منطق، إذ تنافس فيها دونالد ترامب وهيلاري كيلنتون، المرشحة التي تفضلها مؤسسات الدولة، ويبدو أن الكرّة ستعود في هذه الانتخابات أيضا.

وفي الوقت الذي لم يجد فيه الحزب الجمهوري من مرشح غير ترامب، يأتي تقدم بوت-إيدج-إيدج مفاجئاً وغير منطقي في المنافسة الديمقراطية ضد ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني القادم.

وبوت-إيدج-إيدج عمدة سابق لبلدة متوسطة الحجم في ولاية إنديانا، إذ يأتي ترتيب حجم البلدة في المركز 306 على مستوى البلاد. وهي بلدة جامعية على غرار مدينة أوكسفورد في المملكة المتحدة، وإن كانت أصغر.

يبلغ بوت-إيدج-إيدج من العمر 38 عاما، ما سيجعله أصغر رئيس في تاريخ البلاد في حال فوزه.

كما أنه أول مرشح مثلي، وهو في حد ذاته أمر غير مسبوق ولا يمكن تصوره قبل عقود قليلة حين كانت حملة الجمهوريين تنجح في معارضة زواج المثليين، بينما تجنب الديمقراطيون الحديث في الأمر برمته.

لكن ها هو بوت-إيدج-إيدج، يحقق هذا الانتصار المحدود في أيوا، ويقترب من الصدارة في نيو هامبشر حيث يُعقد التصويت المبدئي يوم الثلاثاء.

وفي عام 2019، جمع بوت-إيدج-إيدج أكثر من 76 مليون دولار لحملته الانتخابية، وهو رقم فلكي لشخصية سياسية غير معروفة حتى بداية العام، وهو الذي ما زال يجتهد لينطق الناس اسمه بطريقة صحيحة.

وفي أحد التجمعات الانتخابية ببلدة كيني في نيو هامبشر يوم السبت الماضي، أشاد الممثل مايكل جاي فوكس بالخلفية السياسية غير التقليدية لـ بوت-إيدج-إيدج، ووصفه بأنه "أعسر، أمريكي من أصل مالطي، من أتباع الكنيسة، من جيل الألفية، مثلي، وجندي سابق في الجيش".

وضج الجمهور بالضحك، وهتف باسم بوت-إيدج-إيدج فور ظهوره على المنصة في هيئته المعتادة بدون سترة، مرتديا قميصاً وربطة عنق، يجول على المنصة ومعه مكبر صوت لاسلكي.

وتقول سوزان سزيلدو، ممرضة في بلدة دبلن القريبة: "أحب حيويته جداً. وأحب روحه الشابة. أعتقد أنه سيجلب وجهة نظر معاصرة وجديدة إلى واشنطن، وهو ما نحتاجه بشدة".

ووقف الزوجان سكوت هادلاند وجايسون باسي، من ماساتشوسيتس، في مقدمة الجماهير الحاضرة، ومعهما ابنهما جيريمي.

وقال هادلاند: "نحن متحمسان بشدة لرؤية مرشح مثلي. ورؤيته مباشرة تعني الكثير بالنسبة لنا".

أما شاين أوكيفي، فكان يحضر تجمعاً انتخابياً لـ بوت-إيدج-إيدج للمرة الثالثة، وقال: "إنه يصف الأشياء كما هي. هو شخص شديد الاهتمام بالآخرين، واسع الاطلاع، ويعرف الأمور التي تؤثر على الناس من أمثاله والآخرين".

وهذا النوع من الثناء يتكرر دائما على ألسنة مؤيديه. فهو ذكي، ويتحدث فقرات كاملة وليس مقتطفات منفصلة، كما أنه هادئ ومنظم. ويقول مؤيدوه إنه تغيير جيد مقارنة بالرئيس الحالي، وكذلك بمنافسيه الديمقراطيين.

وقال الممثل مايكل جاي فوكس في تجمع يوم الجمعة الماضي: "شاهدت المناظرة الليلة الماضية، وأحترم كل المرشحين الآخرين، لكن شعرت أنهم جميعا يصرخون في وجهي. لكن بييت لا يصرخ. إنه يتحدث. هو رجل هادئ ويشرح وجهة نظره".

فعضوة مجلس الشيوخ عن ولاية مينسوتا أيمي كلوباتشر، التي تنافس بوت-إيدج-إيدج على أصوات الناخبين أصحاب التوجهات اليسارية المعتدلة، ألمحت إلى أن بوت-إيدج-إيدج غير صادق، وأنه تراجع عن تعهده بتبني إصلاحات واسعة النطاق في نظام الضمان الصحي في محاولة مدروسة للتحرك إلى منطقة وسطية. كما ردت على انتقاداته للساسة القدامى في واشنطن كونهم من داخل المؤسسة.

"من السهل دائما انتقاد واشنطن لأنه الأمر الأكثر مدعاة للتصفيق. لكن القيادة أمر أصعب بكثير".

أما جو بايدن، المتصدر السابق الذي يبدو أنه أكثر المتضريين من تقدم بوت-إيدج-إيدج، فقال إن منافسه مجرد عمدة بلدة صغيرة وليست لديه الخبرة اللازمة ليصبح رئيساً.

وردت حملة بوت-إيدج-إيدج على انتقادات بايدن بمشاركة مقطع فيديو يقارن انجازات بايدن كنائب سابق للرئيس، بإنجازات بوت-إيدج-إيدج كعمدة لبلدة ساوث بيند، والتي شملت إنارة الكباري، وتغيير الأحجار التي تزينه ورقاقات الحيوانات الأليفة.

وقال بايدن للصحفيين يوم السبت الماضي: "أعتقد أن الحزب في مأزق إذا رشحنا شخصاً لم يتولى منصباً سياسياً أكبر من عمدة بلدة ساوث بيند في إنديانا".

وفي الوقت نفسه، كانت حملة ساندرز تبعث برسائل إلكترونية لمؤيديه لجمع التبرعات، وتشير إلى أن بوت-إيدج-إيدج لديه "حلقة متبرعين على مستوى البلاد" يمولون حملته بعشرات آلاف الدولارات.

وكما جاء في الرسالة "وبالطبع ليس لدى بيرني مثل هذه الحلقة، لكنه لديه دعمكم أنتم".

كذلك تسعى إليزابيث وارين، عضوة مجلس الشيوخ عن مدينة ماساتشوسيتس، إلى جمع مؤيديها في نيوهامبشر، في محاولة محدودة النتائج.

وقالت مساء السبت الماضي: "لن أدخل سباقاً يحدد مساره المستشارون. أنا لا أقدم مقترحات صيغت بحيث لا تُغضب كبار المتبرعين. لقد تجاوزت ذلك منذ فترة طويلة".

وفعل بوت-إيدج-إيدج كل ما بوسعه للرد على الهجمات، ويشير إليها على أنها ردود فعل صادرة عن نخب ترى أنه لا يمكن المساس بها، ولا تزال تعيش في الماضي ولا تعرف شيئاً عن وسط الولايات المتحدة.

وجاء في مقطع الفيديو الذي ردت فيه حملة بوت-إيدج-إيدج على هجوم بايدن: "في حين يسّفه ساسة واشنطن ويقللون من قيمة ما تحقق في المجتمعات المحلية مثل ساوث بيند، إلا أن سكان ساوث بيند أصبحوا يحصلون على وظائف أفضل، وارتفعت دخولهم، ودبت روح جديدة في مدينتهم، ولا يرون أن حياتهم مادة لصراعات ساسة واشنطن".